المفتي الشيخ:محمدأمين الحسيني
الحاج محمد أمين الحسيني مفتي القدس و الديار المقدسية. وُلد في القدس عام 1895 من ام شركسية واب عربي و توفي في بيروت عام 1974 . كان شخصا يرفض الخضوع للأمر الواقع القاضي باقتسام فلسطين من الأمة العربية و تقديمها لليهود.
بداية حياته
في العام 1913، وقبيل الحرب العالمية الأولى، كان الحسيني طالباً في جامعة الأزهر في القاهرة وكان يدرس الشريعة الإسلامية. وباندلاع الحرب العالمية الأولى، انضم الحسيني للجيش العثماني في العام 1914 وخدم في صفوفه حتى نوفمبر 1916 ثم عاد إلى القدس ومكث فيها حتّى نهاية الحرب العالمية الأولى.
حتى أواخر 1921، توجّه إهتمام الحسيني صوب الوحدة العربية ومشروع سوريا الكبري التي كانت من المفترض ان تحتوي على سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين وعاصمتها دمشق. ذاب هذا الحلم بزوال الهيمنة البريطانية على سوريا ولبنان بموجب اتفاقية سايكس - بيكو في العام 1920 والتي بموجبها رزوح كل من سوريا ولبنان تحت المظلّة الفرنسية عوضاً عن البريطانية ودخول القوات الفرنسية إلى العاصمة دمشق والإطاحة بالملك فيصل واسدال الستار على مشروع سوريا الكبرى.
العمل الوطني
حكمت المحكمة البريطانية في القدس على الحسيني حكماً غيابياً بالسجن لمدة 10 سنوات لاتّهامه بالتحريض على الثورة العربية في العام 1920، وفي العام 1921، تم استبدال الإدارة العسكرية البريطانية بأخرى مدنية بقيادة المفوّض السامي البريطاني "هربرت صامويل" الذي بدوره قرر إلغاء حكم المحكمة على الشيخ الحسيني وتعيينه مفتياً للقدس. وفي السنة التالية، قام المفوّض السامي بتعيين الحسيني رئيساً لـ "المجلس الإسلامي الأعلى" الذي يُعنى بشؤون المحاكم الإسلامية، والمدارس، وبيت مال المسلمين (الزكاة والصدقات).
تضافرت الجهود العربية في العام 1936 وقام الفلسطينيون بتأسيس "اللجنة العربية العليا" وتنصيب الحسيني رئيساً لها. وطالبت اللجنة من الفلسطينيين الإضراب العام والإمتناع عن دفع الضرائب للمفوضية البريطانية، ومطالبة المفوضية البريطانية بوقف الهجرة اليهودية لفلسطين والإستقلال الوطني الفلسطيني. أدّي الإضراب العربي للإحتقان بين الإدارة البريطانية والفلسطينيين وتخللت الأعوام 1936 إلى 1939 موجة من الثورات العربية، مما قاد الإدارة البريطانية إلى حل اللجنة العربية العليا وتنحية الحسيني من رئاسة المجلس الإسلامي الأعلى.
و في الحرب العالمية الثانية سافر الى بغداد ثم إلى ألمانيا حيث لاقى هناك احتراما و كرما كبيرا
هناك خاصة من زعيمها أدولف هتلر و اتفقا على تعاون العرب و المسلمين بشكل عام مع المحور ضد الإنجليز و اليهود و قد حصل الحسيني على تعهدات شخصية من هتلر باستقلال البلاد العربية.
و كان للحسيني آن ذاك قيمة و منزلة رفيعة بين كل المسلمين في جميع انحاء العالم لذلك كان يمكن بلمسة اصبع صغيرة منه أن يثير جميع المسلمين على الحلفاء.